-

احمد الدليمى يكتب في ذكرى العدوان ... المطالبة بالإصلاح

احمد الدليمى يكتب في ذكرى العدوان ... المطالبة بالإصلاح
لأهمية العراق و شعبه التاريخية و دوره الريادي الحضاري و العلمي و الثقافي .. تأكد لدينا بأن بلدا مثل العراق لا يمكن أن يموت أو ينكسر بالرغم من كل الأزمات التي مرت به على مدى أكثر من ستة ألاف سنة مضت ..
الصفحة الجديدة من عمره التي نعيشها الآن هي من أسوأ الصفحات التي مرت به حيث تعرض إلى غزو غاشم تقوده أمريكا دولة الشر و الإرهاب و يساندها العشرات من دول الشرق و الغرب سبقه حصار ظالم لأكثر من ثلاثة عشر سنة راح ضحيته أكثر من نصف مليون طفل و عشرات الالاف من الشيوخ و النساء و الرجال بسبب قلة الغذاء و انعدام الدواء و العدوان اليومي على مدننا و قواتنا المسلحة بقصف الطائرات الأمريكية و حلفها الغادر طيلة فترة الحصار الذي اغلقت فيه كل منافذ العراق و حجب عن العالم كله و كان أسوأ حصار يتعرض له بلد في تاريخ المعمورة ..
جاء الغزو الأمريكي ليقتل و يشرد مئات الالاف من المواطنين و اعتقال عشرات الالاف من الرجال و النساء في سجون تنعدم فيها الرحمة و منافية لكل المواثيق و المبادئ الدولية في سجون و زنازين تعرضوا فيها لأبشع أنواع التعذيب و الإرهاب .. فقدوا فيها إنسانيتهم و فضيحة سجن أبو غريب خير دليل على ذلك ..
الغزو الأمريكي أنهى كل أنواع الصناعة في العراق بعد أن كان يمتلك قاعدة تؤهله للانتقال لمصاف الدول الصناعية ....كما أنهى هذا الغزو الزراعة و جرفت و حرقت المزارع و البساتين و تدهورت قطاعات الصحة و التعليم و أدخلت الثقافات المنافية لأعراف و قيم هذا البلد العريق مثل العمالة و الفساد و الطائفية و غيرها .
منذ 2003 تربع على عرش العراق حكومات ولائها لغير العراق و شعبه أجرموا بحق هذا البلد أكثر مما أجرمت دول الغزو و العدوان .. و بعثرت و سرقت أموال الشعب و ثرواته و كانت هذه الحكومات سببا في تفشي الإرهاب و دخوله العراق و أصبح ساحة للصراعات الإقليمية و الدولية وهدمت أكثر من ثلث المدن مهدمة و أهلها قتلى و مشردين في البراري ولا تستطيع الحكومة الحالية أن تغيثهم ولا يسمح لسكان الكثير من المدن التي تحررت من زمر الإرهاب بالعودة إلى دورهم المحروقة و المهدمة و تفتقر إلى الخدمات الضرورية ..
و إذ تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة عشر على الغزو ألأمريكي الغادر و لا زال العراق ينزف دما و يشهد تدهورا حادا و مستمرا في كافة مجالات الحياة الأمنية منها و الزراعية والاقتصادية و الاجتماعية و التربوية و الصحية و الخدمية و مهددة وحدة أرضه و شعبه إلى التقسيم و التشرذم ... لا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه ولم يبقى للصبر منزع عند هذا الشعب الذي رفض الحكومات لفسادها و فشلها و الذي عبر عن هذا الرفض من خلال تظاهراته المستمرة في بغداد و العديد من مدن العراق ولا بد أن يقول هذا الشعب قولته فالانتخابات على الأبواب و بعدها سيأتي الإصلاح إن شاء الله إذا أحسنا الاختيار .
Share on Google Plus
Share

0 التعليقات:

إرسال تعليق